منوعات

لبنان لم يعد بلدًا آمنًا.. حتى للحيوانات!

الأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلاد الأرز، شلّت كلّ القطاعات وجعلت الوصول إلى أدنى مقوّمات الحياة أمرًا صعبًا ومكلفًا، لا بل شبه مستحيل.

وبما أن هذه الأزمة الخانقة قد أرخت بظلالها على الجميع، فهي بالطبع لم تستثنِ قطاع حدائق الحيوانات، التي لم تعد تجد لبنان بلدًا آمنًا للعيش فيه، وأخذت تعاني بشكل كبير وتئنّ من نقص الغذاء الذي بات يصعب تأمينه كونه يتطلّب ميزانية ضخمة، كما أنّ بعضه لم يعد متوفّرًا كالسابق.

وانطلاقًا من ذلك، فإن رعاية الحيوانات الأليفة أو البرية في حدائق لبنان، باتت مهمّة صعبة على أصحاب هذه الحدائق أو المحميات، ما جعل جمعيات ومنظمات معنية تتدخّل وتعمل على إنقاذ الحيوانات بالطرق التي تراها مناسبة، وأبرزها الترحيل إلى بلدان أكثر أمانًا، توفّر لهم الرعاية اللازمة ولا تشكّل خطرًا على حياتهم.

مدير منظمة “حيوانات لبنان”، جيسون مير، وهي منظمة خيرية تسعى لإيجاد مأوى لحيوانات الحدائق في الخارج، أشار في حديث لـ”أحوال” إلى أن هذه “المنظمة أُنشأت عام 2008 وعملت على إنقاذ عدد كبير من الحيوانات بمختلف أنواعها، مثل القطط والكلاب وغيرها، إلى جانب الحيوانات في الحدائق والمحميات، الأليفة والبرية”، مشددًا في هذا السياق أن “عملية الإنقاذ تلك تأتي من منطلق رفض أن يعيش أي حيوان في ظروف صعبة، من دون طعام مناسب أو رعاية بيطرية أو سكن أو ما شابه”.

وأوضح مير لموقعنا أنها ليست المرة الأولى التي تعمد المنظمة إلى إنقاذ الحيوانات، بل هي “بدأت بهذا العمل منذ تأسيسها -أي من حوالي 12 عامًا- ومستمرة على هذا النحو حتى اليوم وبشكل دائم، بهدف حماية الحيوانات في حال كانت الظروف التي يعيشون فيها غير ملائمة”، كاشفًا أن منظمة “حيوانات لبنان” كانت نجحت في نقل حوالي 15 أسدًا ونمرًا إلى الخارج، بالإضافة إلى ما يقارب الـ 250 حيوان من الحيوانات البرية وحتى القطط والكلاب على مدى العامين الماضيين.

أما هذا العام، أردف مير، فإن “عمليات الانقاذ تأتي بعد أن طالت الأزمة الاقتصادية الحيوانات وباتت تؤثر على حياتهم وغذائهم، الأمر الذي دفع المنظمة إلى إنقاذ عدد منهم ومساعدتهم للانتقال إلى الملاجئ في الخارج، ليعيشوا ضمن ظروف ملائمة بعيدًا عن المخاطر التي قد تحدق بهم بسبب الأزمة اللبنانية”.

وفي ما يتعلّق بالأثر البيئي لترحيل هذه الحيوانات، أكد مير أن “المنظمة عملت على إنقاذ أسود ونمور ودببة وقرود، وجميعها حيوانات لا تعيش في غابات لبنان ولا يتم إفلاتها كما في بعض بلدان الخارج، ما يعني أن ترحيلها لن يكون له انعكاس سلبي على البيئة والطبيعة في هذا البلد”، مشيرًا حول وجهة الحيوانات إلى أن “المنظمة أرسلتهم إلى عدد من البلدان، أبرزها المملكة المتحدة، تركيا، بلجيكا، جنوب أفريقيا، الولايات المتحدة، فرنسا وغيرها الكثير”.

وفي الخلاصة، باتت الحيوانات في لبنان تُحسد على هذا الاهتمام الذي تتلقاه من منظمات أجنبية تتخذ من لبنان مقرًا لها، في حين أن الشعب اللبناني بأكمله يئن يوميًا ويعاني ويجابه أقسى وأصعب مراحل حياته، بينما السلطة في غياب تام عن كل ما يحصل.

ياسمين بوذياب

ياسمين بوذياب

صحافية لبنانية، عملت كمراسلة ومحررة أخبار في عدة مواقع الكترونية إخبارية وفنيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى